{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} أي لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من قومك وغيرهم{ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} أي أن يهديه ؛ فيدخله في الإسلام بعنايته .{ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} أي القابلين للهداية ؛ لاطلاعه على استعدادهم وكونهم غير مطبوع على قلوبهم .
تنبيه:
رواه البخاري{[6005]} في ( صحيحه ) في تفسير هذه الآية عن سعيد بن المسيب عن أبيه ؛ قال:لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة .فقال:أي عم ؛ قل لا إله إلا الله ،كلمة أحاج لك بها عند الله .فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية:أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ،ويعيدانه بتلك المقالة ؛ حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم:على ملة عبد المطلب ،وأبى أن يقول لا إله إلا الله .قال:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:والله لأستغفرن لك ما دمت لم أنه عنك .فأنزل الله{[6006]}:{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} ،وأنزل الله في أبي طالب ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{[6007]}{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} .
قال ابن كثير:وهكذا رواه مسلم{[6008]} في ( صحيحه ) ،والترمذي{[6009]} أيضا من حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم ،عن أبي هريرة ،والإمام أحمد من حديثه أيضا .وهكذا قال ابن عباس وابن عمر ومجاهد والشعبي وقتادة:إنها نزلت في أبي طالب حين عرض عليه الاسلام .انتهى .
وقال ابن حجر في ( فتح الباري ):لم تختلف النقلة في أنها نزلت في أبي طالب .انتهى .وقدمنا مرارا معنى قولهم نزلت الآية في كذا .فانظر المقدمة ،وغير موضع بعدها .