شرح الكلمات:
{قالت الأعراب آمنا}: هم نفر من بني أسد قدموا على الرسول وقالوا له آمنا وهم غير مؤمنين .
{قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}: أي قل لهم إنكم ما آمنتم بعد ولكن قولوا أسلمنا أي استسلمنا وانقدنا .
{ولما يدخل الإِيمان في قلوبكم}: أي ولما يدخل الإِيمان بعد في قلوبكم ولكنه يتوقع له الدخول .
{وإن تطيعوا الله ورسوله}: أي في الإِيمان والقيام بالفرائض واجتناب المحارم .
{لا يلتكم من أعمالكم شيئا}: أي لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا .
{إن الله غفور رحيم}: أي غفور للمؤمنين رحيم بهم إن هم صدقوا في إيمانهم .
المعنى:
قوله تعالى{قالت الأعراب آمنا} هؤلاء جماعة من أعراب بني أسد وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بأولادهم ونسائهم في سنة مجدبة فأظهروا له الإسلام ولم يكونوا مؤمنين في نفوسهم ،فكانوا يفدون على رسول الله ويروحون ويقولون: أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها ،ونحن قد جئناك بالأطفال والعيال والذراري ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان ،يمنون على رسول الله وهم يريدون الصدقة ويقولون أعطنا فأنزل الله تعالى هذه الآية تربية لهم وتعليما إتماما لما اشتملت عليه سورة الحجرات من أنواع الهداية والتربية الإِسلامية فقال تعالى{قالت الأعراب} أعراب بني أسد آمنا أي صدَّقنا بتوحيد الله وبنبوتك .قل لهم ردا عليهم لم تؤمنوا بعد ،ولكن الصواب أن تقولوا أسلمنا أي أذعنا للإسلام وانقدنا لقبوله وهو الإِسلام الظاهري ،ولما يدخل الإِيمان في قلوبكم بعد وسيدخل إن شاء الله .وإن تطيعوا الله ورسوله أيها الأعراب في الإِيمان الحق وفي غيره من سائر التكاليف لا يلتكم أي لا ينقصكم الله تعالى من أجور أعمالكم الصالحة التي تعملونها طاعة لله ورسوله شيئا وإن قل .
وقوله غفور رحيم في هذه الجملة ترغيب لهم في الإِيمان الصادق والإِسلام الصحيح فأعلمهم أن الله تعالى غفور للتائبين رحيم بهم وبالمؤمنين فتوبوا إليه واصدقوه يغفر لكم ويرحمكم .
الهداية:
من الهداية:
- بيان طبيعة أهل البادية وهي الغلظة والجفاء والبعد عن الكياسة والأدب .
- بيان الفرق بين الإِيمان والإِسلام إذا اجتمعا فالإِيمان أعمال القلوب والإِسلام من أعمال الجوارح .وإذا افترقا فالإِيمان هو الإِسلام ،والإِسلام هو الإِيمان والحقيقة هي أنه لا يوجد إيمان صحيح بدون إسلام صحيح ،ولا إسلام صحيح بدون إيمان صحيح ،ولكن يوجد إسلام صوري بدون إيمان ،وتوجد دعوى إيمان كاذبة غير صادقة .