الأعراب: سكان البادية .
آمنا: صدّقنا بما جئت به من الشرائع ،فالإيمان هو التصديق بالقلب .
أسلمنا: انقدْنا لك ونطقنا بالشهادتين وعملنا بما تأمرنا به .
لا يَلِتْكم: لا ينقصكم .
يمنّون عليك أن أسلموا: يذكرون ذلك ذِكر من اصطنع لك صنيعة ،وأسدى إليك معروفا .
ثم بعد أن بيّن الله لنا أن الناس جميعاً إخوة لأمٍ وأبٍ وحثّنا على التقوى والعمل الصالح ،بين هنا أن الإيمان وحده لا يكفي ،والإيمانُ هو التصديق بالقلب ،وأن الإسلام هو التصديقُ والطاعة الظاهرة بأداء الواجبات واجتناب النواهي .وكان في زمن الرسول الكريم أناسٌ من الأعراب في إيمانهم ضَعف ،وقلوبهم مشغولة تريد المغانم وعرض الدنيا .فقال الله تعالى:
{قَالَتِ الأعراب آمَنَّا .....}
قالت الأعراب بألسنتهم: آمنا ،فقل لهم يا محمد: إنكم لم تؤمنوا ،لأن قلوبكم لم تصدّق ما نطقتم به ،ولكن قولوا أسلمنا وانقدنا ظاهراً لرسالتك ،لأن الإيمان لم يدخل في قلوبكم بعد .وإن تطيعوا اللهَ ورسوله صادقين لا يَنقصُكم الله من ثواب أعمالكم شيئا .
ثم يؤكد الله رحمته ولطفه بعباده فيقول:{إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سَتّارٌ للهفوات غفارٌ للزلات ،فسارِعوا إلى التوبة .
قراءات:
قرأ أهل البصرة: لا يألتكم بالهمزة ،والباقون: لا يَلتكم بلا همزة ،وهما لغتان: ألت يألت ،ولات يليت .واللغتان في القرآن الكريم .ففي سورة الطور{وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [ الطور: 21] .