{تُغْنِي}: تكفي .
{وَالنُّذُرُ}: جمع نذير ،وهم الرسل الذين أرسلهم الله لينذروا العباد .
دعوة إلى التأمل بآيات الله
{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} إنها الدعوة الدائمة للنظر الذي يتحرك في كل اتجاه ،ليصعد إلى السماء ،فيشاهد ما فيها من آيات الله ،وليهبط إلى الأرض ،فيتطلع إلى ما في داخلها وعلى سطحها وفي جنباتها من ألوانٍ ومخلوقات وظواهر ،وليفكر في ذلك كله كيف يتحرك في نظام دقيقٍ لا ينحرف ولا يزول ،بل ينطلق من حكمةٍ وتنظيمٍ عميق ،ليخرج بالنتيجة الحاسمة ،وهي أن الله هو الخالق الحكيم القويّ القادر الذي لا ينتقص أحدٌ من عزّته ،ولا يساويه أيُّ شيء من خلقه .ولكن الكافرين لا يريدون الخوض في شؤون الإيمان من مواقع الفكر ،بل ينطلقون إليها من موقع اللاّمبالاة ،ولا يقفون من هذه الدعوة موقف الجدّية والاهتمام ،بل يواجهونها من خلال اللاّمسؤولية البعيدة عن كل نتيجة حاسمة على طريق الخير والهدى والإيمان .
{وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ} التي أودعها الله في الكون أو التي أنزلها على الرسل{وَالنُّذُرُ} الذين أرسلهم الله لينذروا عباده ويخوّفوهم عقابه ،{عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} ولا يحملون مسؤولية الإيمان ،لأن الإنسان لا ينتفع بما لا يريد الانتفاع به .