{أَدْرَاكُمْ}: أعلمكم .
القرآن مشيئة الله
{قُل لَّوْ شَآءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ} وهذه لفتةٌ قرآنيةٌ يواجه بها النبيّ هؤلاء بطريقةٍ واقعيّةٍ كردٍّ على منطقهم ،فقد كان القرآن مشيئة الله التي أراد للناس من خلالها أن ينزل عليهم هذا الوحي ،في هذا الوقت ،وبهذا الأسلوب ،وكانت عملية الإِبلاغ تمثل الانسجام مع هذه المشيئة ،ولولا ذلك لما استطاع النبي أن يتلوه عليهم ،أو يعرّفهم به فيعرفونه .{فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} في معاشرةٍ ومخالطةٍ حميمةٍ ،ومع ذلك فلم يصدر مني أية إشارة إلى مثل هذا ،أو أيّ حديث عنه .ولعل من الطبيعيّ للإنسان الذي يحمل مثل هذه التوجهات ،أنه لا يتمكن من إخفاء ما لديه ،في ذلك الجو الحميم الذي يحيط به في أكثر من مجال .إنه المنطق المتواضع للرسول الذي يريد أن يؤكد رسالته من موقع الانضباط الذي يلتزم به في كل كلمةٍ يبلغها ،وفي كل موقفٍ يقفه أمام الله .