/م15
ثمّ تتطرق الآية التالية إِلى دليل هذا الموضوع وتقول: قل لهم بأنّي لست مختاراً في هذا الكتاب السماوي: ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به )والدليل على ذلك ( فقد لبثت فيكم عمراً من قبله ) لكنّكم لم تسمعوا منّي مثل هذا الكلام مطلقاً ،ولو كانت هذه الآيات من عندي لتحدثت بها لكم خلال هذه الأربعين سنة ،فهل لا تدركون أمراً بهذه الدرجة من الوضوح: ( أفلا تعقلون ) .
وكذلك ،ومن أجل التأكيد يضيف: بأنّي أعلم أنّ أقبح أنواع الظلم هو أن يفتري الإِنسان على الله الكذب: ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ) وعلى هذا فكيف يمكن أن أرتكب مثل هذا الذنب الكبير ؟ !.
وكذلك فإِنّ التكذيب بآيات الله سبحانه من أشدّ الكبائر وأعظمها: ( أو كذب بآياته ) فإِذا كنتم جاهلين بعظمته ما ترتكبونه من الاثمّ في تكذيب وإِنكار آيات الحق ،فإِنّي لست بجاهل بها ،وعلى كل حال فإِنّ عملكم هذا جرم كبير ،و ( إنّه لا يفلح الظالمون ) .
/خ16