/م15
التّفسير
كتعقيب للآيات السابقة التي كانت تتحدث عن المبدأ والمعاد ،تبحث هذه الآيات نفس الموضوع والمسائل المتعلقة به .
في البداية تشير إِلى واحد من الإِشتباهات الكبيرة لعباد الأصنام ،وتقول: ( وإِذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ) .
إِنّ هؤلاء الجهلة العاجزين لم يرضوا بالنّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائداً ومرشداً لهم ،بل كانوا يدعون لاتباع خرافاتهم وأباطيلهم ويطلبون منه قرآناً يوافق انحرافاتهم ويؤيدها ،لا أنّه يصلح مجتمعهم ،فبالاضافة الى أنّهم لم يؤمنوا بالقيامة ،ولم يشعروا بالاثمّ في مقابل أعمالهم كان قولهم هذا يدل على أنّهم لم يفهموا معنى النّبوة ،أو أنّهم كانوا يتخذونها هزواً .
إِنّ القرآن الكريم يلفت نظر هؤلاء الى هذا الاشتباه الكبير ،ويأمر النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم )أن يقول لهم: ( قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي ){[1713]} ثمّ يضيف للتأكيد: ( إِن اتبع إلاّ ما يوحى إِليّ ) .ولست عاجزاً عن تغيير أو تبديل هذا الوحي الإلهيفحسببل: ( إِنّي أخاف إِن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم ) .
/خ16