{فَزَيَّلْنَا}: زيّل: ميّز وفرّق .
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} فلا يتخلف منهم أحد{ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ} قفوا لا تتحركوا ،وليلزم كل واحد منكم ومن شركائكم مكانه ،وواجهوا الحقيقة الساحقة ،التي تتساقط فيها الآمال أمام تساقط المواقف ،فها هم أولاء الذين أشركوهم بعبادة ربهم ،وعبدوهم من دونه ،لا يعترفون بهم ،ولا يملكون لهم نفعاً ولا شفاعةً ،{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} أي قطعنا الروابط بينهم ،فلا صلة تربطهم بهم ،وها هم يواجهونهم بالتنكر لهم والرفض لعبادتهم ،ليتخلصوا من مسؤوليتهم ،فينكروا عليهم عبادتهم لهم لئلا يتحملوا مسؤولية شركهم وضلالهم من موقع الإغراء والخديعة والتضليل ،في ما كانوا يمارسونه معهم .{وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} لأننا لم نأمركم بذلك ليكون عملكم عبادةً لنا من موقع الخضوع والطاعة للأمر الصادر منّا .وربما كان ذلك على سبيل الكناية من جهة عدم استحقاقهم للعبادة حتى لا يواجهوا مسؤولية ذلك أمام الله ،