{وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}: أي يلحقهم هوان وذلّ .
{عَاصِمٍ}: حافظ ومانع .
{كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ}: كأنّما أُلبست وجوههم .
{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ} وانطلقوا في حياتهم الدنيا من مواقف الكفر والانحراف ومعصية الله ،ليواجهوا في الآخرة نتائجها السيّئة ،التي تمثل الصورة القاتمة الذليلة{جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا} وتلك هي عدالة العقاب في ما توعدهم الله به من عذابه قبل أن يواقعوا الخطيئة ،وأقام عليهم به الحجة{وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} لأنهم لا يملكون عذراً يعتذرون به ،ولا يجدون شفاعةً يلجأون إليها ،ولا ملاذاً يلوذون به ،فها هم خاشعون من الذلّ ،خاضعون أمام المصير المحتوم ،{كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ الَّليْلِ مُظْلِماً} فعلى كل وجهٍ قطعةٌ من الليل الأسود المظلم ،الذي يحوّله إلى سوادٍ ،أو كأنما تراكمت قطع الليل على كل وجهٍ من وجوههم حتى شكلت طبقاتٍ ملبّدةً من الظلام ،وذلك هو سواد الروح والقلب والضمير الذي يتحوّل إلى لونٍ قاتمٍ ينعكس على الوجوه ،{أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} فتلك هي النتيجة المحتومة للتاريخ الأسود الذي تركوه وراء ظهورهم .