{قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} فقد قالوا عن الملائكة إنها بنات الله ،وعن عيسى إنه ابن الله وغير ذلك{سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ} المطلق الذي لا يحتاج إلى أحد ،بل يحتاج إليه كل أحد .فماذا يمثّل الولد بالنسبة إليه ،والناس إنما يشعرون بحاجتهم إلى الولد من مواقع الضعف في القدرة ليكون عوناً أو مساعداً لهم .{لَهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأرضِ} فهو الخالق لكل شيء ،فكيف يعيش الحاجة إلى أيِّ شيء ،ليحتاج إلى الولد وإلى أمثال ذلك ؟{إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَآ} فإنكم لا تملكون حجّة من علمٍ أو سلطاناً من دليل ،ولكنه الوهم الذي لا يتصل بالعلم من بعيدٍ أو من قريب{أَتقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} وكيف يتحدّث الإنسان عن قضايا الإيمان والحقيقة من خلال الأوهام التي تدور في ذهنه ؟وكيف يتحرك في قضايا المصير بهذه الطريقة ؟وهل يستطيع أن يتحمل مسؤولية النتائج السلبيّة على مستوى حياته وحياة الناس من حوله في ما يثيره من هذه الأضاليل التي لا ترتكز على أساسٍ من علمٍ أو يقين ؟وماذا يقدّم من جواب لكل الأسئلة التي ستوجّه إليه في يوم الحساب بين يدي الله ؟