{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا} يستمتعون به حيناً من الزمن ،ويستسلمون معه لبعض ملذاتهم وشهواتهم وانفعالاتهم الحميمة .{ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} فيقفون للحساب وقفة ذلّ وهوان{ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} فذلك هو المصير المحتوم للكافرين الذين عاشوا الكفر فكراً وقولاً وعملاً وتمرّدوا على الله الذي خلقهم ،ولم يركنوا إلى ركن وثيق من الحجة القاطعة والبرهان القوي ،فليعتبر الآخرون بذلك ،وليعيدوا النظر في حساباتهم ،إذا كان لهم شغلٌ في مصيرهم في الدنيا والآخرة ،قبل فوات الأوان .
وفي ضوء هذه الآيات ،يمكن للإنسان أن يستوحي ،أن مشكلة الكفر والضلال متصلةٌ بمشكلة الجهل في الإنسان ،الذي لا يحاول أن يبحث عن الحقيقة من خلال استخدامه للوسائل التي أراده الله أن يأخذ بها في ما خلقه من وسائل المعرفة ،وبذلك يضيع في متاهات الأوهام ،فيستسلم للنتائج المدمّرة التي تدمّر له حياته الروحيّة في الداخل ،وحياته العملية في الخارج ،وتسلمه إلى المصير المحتوم الذي هو العذاب الشديد في الآخرة ،يوم يقوم الناس لرب العالمين .