/م68
{ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا} هذا جواب لسؤال مقدر قد يرد على نفي فلاحهم بالإطلاق الذي يدخل فيه منافع الدنيا ، والمفترون على الله بكل نوع من أنواع الافتراء المقبولة عند الجاهلين لهم كثير من المنافع المادية والمعنوية من هؤلاء المساكين ، وأكثر البشر لا يزالون جاهلين يخضعون لهؤلاء الزعماء الملبسين ، فهو يقول:هذا متاع قليل - أو لهم متاع-في الدنيا حقير ، يتلهون به في حياة قصيرة ، فأما قلته وحقارته فيدل عليها تنكيره مع القرينة ، وأما قصر الحياة التي يكون في بعضها فمعلوم بالاختبار ، فمهما يبلغ هذا المتاع من كثرة المال وعظمة الجاه في هذه الحياة فلا يكون إلا قليلا بالنسبة إلى ما عند الله في الآخرة للصادقين المتقين كما صرحت به الآيات الكثيرة ، وبالنسبة إلى ما لهم من ضد ذلك كما صرح به في قوله:{ ثم إلينا مرجعهم} بالبعث بعد الموت ، وما فيه من أهوال الحشر والحساب والعرض .
{ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ}بآياتنا ونعمنا ، وبالافتراء علينا ، وتكذيب رسلنا ، أو الكذب عليهم بعد أن تقوم عليهم الحجة في الحساب بأنهم يستحقونه بظلمهم لأنفسهم وإننا لا نظلمهم شيئا ، وتقدم ذكر الرجوع إليه تعالى وما يليه من الجزاء في هذه السورة وغيرها .