وعلى فرض أن هؤلاء يستطيعون بافتراءاتهم وأكاذيبهم أن ينالوا المال والمقام لعدّة أيّام ،فإِنّ ذلك ( متاع في الدنيا ثمّ إِلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب بما كانوا يفترون ) .
الواقع أنّ هذه الآية والتي قبلها ذكرتا نوعين من العقاب لهؤلاء الكذابين الذين نسبوا إِلى الله تهمة اتّخاذ الولد:
الأوّل: إِنّ هذا الكذب والافتراء لا يمكن أن يكون أساساً لفلاح ونجاح هؤلاء أبداً ،ولا يوصلهم إِلى هدفهم مطلقاً ،بل إِنّهم يصبحون حيارى تائهين تحيط التعاسة والشقاء والهزيمة بأطرافهم .
الثّاني: على فرض أنّهم استطاعوا أن يستغفلوا الناس ويخدعوهم بهذه الكلمات لعدة أيّام ،ويصلوا عن طريق الديانة الوثنية إِلى رفاه وعيش رغيد ،إلاّ أنّ هذا التمتع لا دوام ولا بقاء له ،والعذاب الإِلهي الخالد في انتظارهم .
/خ70