{تَزْدَرِى}: الازدراء: الاحتقار ،افتعال من الزراية .يقال: زريت عليه إذا عبثه وآزرت به إذا قصرت به .
{وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ} لأدعوكم إلى الإيمان من خلال التأثير النفسي المعنوي أو المادي ،الذي يضغط على أفكاركم ،لتؤمنوا بي ،وعلى مواقفكم لتسيروا معي ،{وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ} لأجعل من ذلك أساساً للدخول إلى قناعاتكم من خلال ما يمثّله ذاك العلم من قوّة ذاتية أمام الآخرين ،لاتصاله بالعوالم الغيبية التي تجعله محيطاً بخفايا الحاضر والمستقبل وبما تضمره النفوس ،أو في ما تشتمل عليه قضايا الواقع ،فليس من مهمة الرسول أن يكشف للناس الخفايا من خلال النبوءات ،بل كل مهمته كشف الواقع من خلال الخطط والأعمال ،{وَلاَ أَقُولُ إِنِّى مَلَكٌ} لأجاريكم في اعتقادكم: بفكرة المنافاة بين البشرية والرسالة ،وضرورة أن يكون النبيّ ملكاً من الملائكة ليكون أكثر اتصالاً بالغيب ،فيصبح أكثر انسجاماً مع النبوّة التي هي حالةً غيبيّة ،{وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِين تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ} من المؤمنين الفقراء والمساكين{لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا}لأنهم لا يملكون موازين القيمة بحيث ينالون عندكم ما تقدمونه للاخرين من خير على أساسها ،{اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِى أَنفُسِهِمْ} من الإيمان والصدق والإخلاص لله ،وللحياة ،والإنسان ،والله يعطيهم الامتياز والموقع اللائق بهم ،والدرجة التي يستحقونها على أساس عملهم الصالح ،{إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} إذا فعلت ذلك أكون ظالماً لهؤلاء في الحكم عليهم بغير الحق ،وفي إذلالهم وإسقاطهم من الموقع الكبير الذي أراد الله لي وللمؤمنين أن أضعهم فيه ،في ما يفرضه إيمانهم وعملهم .