{نَسْتَبِقُ}: الاستباق: افتعال من السبق ،ومنه المسابقة ،وهو على ثلاثة أوجه: سباق بالرمي ،وسباق على الخيل والإبل ،وعلى الأقدام .
{مَتَاعِنَا}: المتاع ما يحمله المسافر من زاد ولباس .
{قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} في سباق عنيف يغفل الإنسان فيه عن نفسه وعمن حوله ،ولم يكن من الممكن ليوسف أن يستبق معنا لصغر سنه وضعف جسمه ،{وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا} ليقوم بحراسته ،وابتعدنا عنه في تراكضنا نحو الهدف ،فاستغل الذئب هذه الفرصة ،فلم يجد عنده أحداً ،ولم يملك أن يدافع عن نفسه ،{فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} وتلك هي الحقيقة الصارخة التي عشناها بكل ما يختزنه الإنسان من قساوة الألم ،وعنف الحزن ،وفداحة الخسارة ...ولا نملك ما نؤكد به لك هذه الحقيقة{وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا} لأن الشك يغلب جانب ثقتك بنا ،مع أن الأمر محتمل جداً ،لكثرة ما تقع فيه أمثال هذه الحوادث ،وقد كنت أوّل من أثار المسألة أمامنا على أساس الاحتمال الذي استبعدناه واستقربته ،ولكن ،ماذا نقول لك أمام حالة الشك التي تنطق بها كل لمحةٍ في عينيك ،وكل نبضة في وجهك ،وما الطريق التي نرفع فيها عن أنفسنا الشبهة ،ونؤكد لك الحقيقة ؟.
إن من المؤسف أن تفقد ثقتك بنا وتتهمنا بما لا دخل لنا به{وَلوْ كُنَّا صَادِقِينَ} في ما نخبرك به .ولكن ما القيمة في أن يكون الإنسان صادقاً ،وهو لا يملك الحجة القاطعة على صدقه ؟.