الاستباق: افتعال من السبق وهو هنا بمعنى التسابق قال في الكشاف}: « والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل ،والارتماء والترامي ،أي فهو بمعنى المفاعلة .ولذلك يقال: السباق أيضاً .كما يقال النضال والرماء » .والمراد: الاستباق بالجري على الأرجل ،وذلك من مرح الشباب ولعبهم .
والمتاع: ما يتمتع أي ينتفع به .وتقدم قي قوله تعالى:{ لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم} في سورة النساء ( 102 ) .والمراد به هنا ثَقَلهم من الثياب والآنية والزاد .
ومعنى{ فأكله الذئب} قتله وأكل منه ،وفعل الأكل يتعلق باسم الشيء .والمراد بعضه .يقال أكلَه الأسد إذا أكل منه .قال تعالى:{ وما أكل السّبع}[ سورة المائدة: 3] عطفاً على المنهيات عن أن يؤكل منها ،أي بقتلها .
ومن كلام عمر حين طعنه أبو لؤلؤة أكلني الكلب ،أي عضّني .
والمراد بالذئب جمع من الذئاب على ما عرفت آنفاً عند قوله:{ وأخاف أن يأكله الذئب}[ سورة يوسف: 13]؛بحيث لم يترك الذئاب منه ،ولذلك لم يقولوا فدفنّاه .
وقوله:{ وما أنت بمؤمن لنا} خبر مستعمل في لازم الفائدة .وهو أن المتكلم علم بمضمون الخبر .وهو تعريض بأنهم صادقون فيما ادّعوه لأنهم يعلمون أباهم لا يصدقهم فيه ،فلم يكونوا طامعين بتصديقه إياهم .
وفعل الإيمان يعدّى باللام إلى المصدّق بفتح الدال كقوله تعالى:{ فآمن له لوطٌ}[ سورة العنكبوت: 26] .وتقدم بيانه عند قوله تعالى:{ فما آمن لموسى إلا ذريةٌ من قومه} في سورة يونس ( 83 ) .
وجملة{ ولو كنا صادقين} في موضع الحال فالواو واو الحال .{ ولو} اتصالية ،وهي تفيد أنه مضمون ما بعدها هو أبعد الأحوال عن تحقق مضمون ما قبلها في ذلك الحال .والتقدير: وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين في نفس الأمر ،أي نحن نعلم انتفاء إيمانك لنا في الحالين فلا نطمع أن نموّه عليك .
وليس يلزم تقدير شرط محذوف هو ضد الشرط المنطوق به لأن ذلك تقدير لمجرد التنبيه على جعل الواو للحال مع ( لو وإن ) الوصليتين وليس يستقيم ذلك التقدير في كل موضع ،ألا ترى قول المعري:
وإني وإن كنتُ الأخيّر زمانه *** لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
كيف لا يستقيم تقدير إني إن كنت المتقدم زمانه بل وإن كنت الأخيرَ زمانه .فشرط ( لو ) الوصلية و ( إن ) الوصلية ليس لهما مفهومُ مخالفة ،لأن الشرط معهما ليس للتقييد .وتقدم ذكر ( لَو ) الوصلية عند قوله تعالى:{ أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} في سورة البقرة ( 170 ) ،وعند قوله تعالى:{ فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً} في سورة آل عمران ( 91 ) .