أمّا الأب الذي كان ينتظر مجيء ولده ( يوسف ) بفارغ الصبر ،فقد اهتز وارتجف حين رأى الجمع وليس بينهم يوسف ،وسأل عنه مستفسراً ...فأجابوه و( قالوا إِنّا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا ) لصغر سنه ولأنّه لا يعرف التسابق ،وانشغلنا عنه ( فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنّا صادقين ) .
لأنك أخبرتنا من قبلُ بهذا الاحتمال ،وستظن أن ادّعاءنا مجرّد احتيال .
لقد كان كلام إِخوة يوسف مدروساً بشكل دقيق ،وذلكأوّلالأنّهم خاطبوا يعقوب بقولهم بكلمة «يا أبانا » وفيها ما فيها من الاستعطاف .
وثانياً: لأنّ من الطبيعي أن ينشغل هؤلاء الإِخوة الأقوياء بالتسابق ،ويتركوا أخاهم الصغير رقيباً على متاعهم ،وبعد ذلك كله فقد جاؤوا أباهم يبكون لتمرير خطتهم ،وقالوا له: ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنّا صادقين ) .