/م15
{ قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق} أي ذهبنا من مكان اجتماعنا إلى السباق يتكلف كل منا أن يسبق غيره ، فالاستباق تكلف السبق وهو الغرض من المسابقة والتسابق بصيغتي المشاركة التي يقصد بها الغلب ، وقد يقصد لذاته أو لغرض آخر في السبق بصيغتي المشاركة التي يقصد بها الغلب ، وقد يقصد لذاته أو لغرض آخر في السبق ومنه{ فاستبقوا الخيرات} [ البقرة:148] فهذا يقصد به السبق لذاته لا للغلب ، وقوله الآتي في هذه السورة{ واستبقا الباب} [ يوسف:25] كان يقصد به يوسف الخروج من الدار هربا من حيث تقصد امرأة العزيز باتباعه إرجاعه ، وصيغة المشاركة لا تؤدي هذا المعنى ، ولم يفطن الزمخشري علامة اللغة ومن تبعه لهذا الفرق الدقيق .
{ وتركنا يوسف عند متاعنا} من فضل الثياب وماعون الطعام والشراب [ مثلا] يحفظه إذ لا يستطيع مجاراتنا في استباقنا الذي يرهق به قوانا{ فأكله الذئب} إذ أوغلنا في البعد عنه فلم نسمع صراخه واستغاثته{ وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق لنا في قولنا هذا لاتهامك إيانا بكراهة يوسف وحسدنا له على تفضيلك إياه علينا في الحب والعطف{ ولو كنا صادقين} في الأمر الواقع أو نفس الأمر ، أو ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدقتنا في هذا الخبر لشدة وجدك بيوسف .