{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي} ولكنه دفاعٌ ضعيفٌ لا يخضع لطبيعة الفكرة الشائعة عند الناس التي تجعل المرأة في موقف الضعف ،في هذا الجانب ،بينما يقف الرجل في موقف العدوانية عليها ،إلا أن هناك عنصراً جديداً يتدخل ليقوّي موقف يوسف بشهادة لا تحدّد طبيعة ما حدث بشكل مباشر ،ولكنها تضع أمام العزيزالزوجأساس الحكم في المسألة ،بطريقة لا تقبل الشكّ ،لأنها تتناسب وطبيعة الأشياء .
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ} مما يجعله في مستوى الثقة ،لأنه لا يتصل بيوسف من قريب أو من بعيد ،لتكون شهادته له موضع شبهة:{إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ} لأن من المفروض في الرجل الذي يعتدي على المرأة جنسياً ،أن يواجهها بالهجوم ،وجهاً لوجه ،كما يفترض بالمرأة التي تدافع عن نفسها ،في هذه الحال ،أن توجه ضرباتها إليه في وجهه ،وأن تمزّق قميصه لجهة الصدر ،