{ قال هي راودتني عن نفسي} هي تتهمه وهو يتهمها ، ويظهر أن ذلك الأمر شاع في داخل الأسرة ، وأريد الفصل فيه بإعلان من تكون عليه التهمة لاصقة ، ومن يكون له البراءة فكان لا بد من حكم منصف ، فحكم بعض أهلها ، وإن لم يكن محايدا ، وقد حكم بالعدل ، فقرر أنه{ إن كان قميصه قد من قبل} أي من أمامه{ فصدقت وهو من الكاذبين} ، لأنها هي التي جذبته لكيلا يفر من الاتهام ، ويكون هو الذي راودها ، وحاول ، ثم لما رفضت أراد الفرار ، فجذبته لكيلا يهرب .
وإذا كان قميصه قطع من دبر أي الوراء فمؤدي ذلك أنه أراد الفرار مما دعته إليه ، وأرادت استبقاءه لغايتها ، وقد ثبت أن قميصه قد من دبر أي من الوراء ، وهذا قوله تعالى: