{وَقَدَّتْ}: القدّ: شق الشيء طولاً .
{وَأَلْفَيَا}: وجدا .
الكيد العظيم
{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ} فقد اندفع يوسف إلى الباب ليهرب منها ،وليتخلص من ضغطها العنيف الذي كاد أن يسقطه في الإغراء ،واندفعت هي خلفه ،لتمنعه من الهرب ،ولتفرض عليه الاستجابة لنداء الشهوة ،في عملية سباق يحاول فيه كل واحد منهما أن يسبق الآخر .ولكنها استطاعت أن تلحقه قبل أن يفلت من يديها ،{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ} من الخلف ،ومزقته عندما كانت تجذبه إليها ليرجع إلى داخل البيت ،وكانت المفاجأة لهما بالمرصاد ،{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} .وفوجىء بالموقف الملتهب أمامه ،ولكنها لم ترتبك ولم تخف منه ،بل حاولت أن تحوّل المسألة إلى اتهام ليوسف بالاعتداء عليها ،لتعاقبه على امتناعه عن الاستجابة لها ،بتشويه صورته ،واستغلال الفكرة الشائعة عند الناس ،أن الرجل هو الذي يعتدي على المرأة ،وليس العكس ،وربما كانت تشعر بتأثيرها العاطفيّ الكبير على زوجها ،كما نستوحي من أسلوب مواجهته لها بالاتهام بعد ذلك ،وهكذا حاولت الإيحاء بأن مسألة إدانة يوسف بمحاولة الاعتداء عليها ،أمرٌ مفروغٌ منه ،لا يحتاج إلى المناقشة أو الإثبات ،لأن الموقف أبلغ شاهد على ذلك ،ولهذا كان حديثها مع زوجها في نوعية العقوبة التي يستحقها كجزاء على ذلك ،{قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وهكذا حدّدت له طرفي الاحتمال في ما يختاره من العقوبة .