{تَسْتَفْتِيَانِ}: الاستفتاء: طلب الفتيا .
وحدثهما عن مستقبلهما
...وهكذا انتهى بهما يوسف إلى ما يريدانه من تأويل حلميهما ،الذي كان مفاجأة سارةً لأحدهما ،وسيِّئةً للآخر .
{يا صَاحِبيِ السِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا} وهو الذي حلم أنه يعصر الخمر{فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} فيكون ساقياً للسلطان ،لأن ذلك هو ما يوحي به هذا الحلم ،{وَأَمَّا الآخر} الذي كان يحمل الخبز على رأسه فتأكل الطير من رأسه{فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ} عندما يبقى نهباً لكل طير حيث يستمر الصلب عادةً مدّةً طويلةً تغري الطير بالأكل منه ،في ظل فقدان الحماية له ،{قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} فهذا هو القضاء الذي استوحاه يوسف من حلم هذا ،وحلم ذاك ،فليس الأمر بيده ليمنع الفاجعة عن المنكوب الذي سيُصلب فتأكل الطير من رأسه ،لأنه ليس إلاّ مفسراً للرؤيا ،أما الأمر فهو بيد الله .