{دَاخِرُونَ}: صاغرون .
{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} ..إنها دعوة للتطلُّع إلى الكون بما فيه من أجسام لها ظلال كالأشجار والجبال والأبنية الموجودة على الأرض ،وغير ذلك مما يتنقل فيه الظل من حالة إلى حالةٍ ،فتارة يتحرك نحو اليمين ،وأخرى نحو الشمال ،حيث تتعدد مواقع سقوط الظل خلف الشيء وعن شماله ،وذلك هو سرّ الإتيان بالكلمة بصيغة الجمع .
إن حركة الظل المتنقلة من جهةٍ إلى أخرى ،تمثل الخضوع لله والانقياد لإرادته في ما أودعه الله فيها من قوانين كونيةٍ تحكم وجودها ومسيرتها .وفي ذلك تمثل سجودها الكونيّ لله كغيرها من الموجودات ،في حالةٍ من الصغار والانسحاق المطلق أمام قدرة الله ،الذي لا تملك عنه استقلالاً لا في الوجود ولا في الحركة .
إن معاينة خضوع هذه الموجودات التكويني لله ،يوحي للناس بضرورة التأمل في الحقيقة الإلهية المبدعة التي هي سر هذا الوجود .