{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} وهم يعيشون حالة الترقّب والحذر من العذاب ،التي تدفعهم إلى الشعور بالخوف الداخلي الذي يجعل الإنسان في حالة صعبة من القلق ،فلا يفاجئه العذاب بل يكون مستعداً له .وذكر بعض المفسرين أن المراد بالتخوف التنقص ،وهو إيقاع النقص بهم ،وذلك بأن يأخذهم الله بنقص النعم واحدةً بعد واحدةٍ تدريجياً ،كأخذ الأمن ثم المطر ثم الرخص ثم الصحة ،وربما كانت المناسبةفي هذا المعنىأن هذه التدريجية في إنزال العذاب ،تدفع إلى الخوف من المستقبل الذي يكون العذاب الحاضر نذيراً به .{فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} قد يكون هذا تعليلاً لأخذهم على تخوفٍ ،باعتبار التنزل في عذابهم إلى هذا النوع من العذاب الذي هو أهون الأنواع المتعددة لأنه رؤوف رحيم ،أو لأنّ الأخذ بالنقص ،على حسب المعنى الثاني لا يخلو من مهلةٍ أو فرصةٍ يتنبّه فيها من تنبّه ،فيأخذ بالحذر بتوبةٍ أو غيرها .