وقوله:( أو يأخذهم على تخوف ) أي:أو يأخذهم الله في حال خوفهم من أخذه لهم ، فإنه يكون أبلغ وأشد حالة الأخذ ; فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد ; ولهذا قال العوفي ، عن ابن عباس:( أو يأخذهم على تخوف ) يقول:إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوفه بذلك . وكذا روي عن مجاهد ، والضحاك ، وقتادة وغيرهم .
ثم قال تعالى:( فإن ربكم لرءوف رحيم ) أي:حيث لم يعاجلكم بالعقوبة ، كما ثبت في الصحيحين "[ لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم ". وفي الصحيحين] إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [ هود:102] وقال تعالى:( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ) [ الحج:48] .