/م43
المفردات:
على تخوف:أي:على خوف ووجل من العذاب .
التفسير:
{أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم} .
التخوف في اللغة: يأتي مصدر تخوف القاصر ،بمعنى:خاف ،ويأتي مصدر تخوف المتعدي بمعنى:تنقص ،وهذا الثاني لغة هذيل .
والمعنى على الأول:
أو يأخذهم وهم في حالة خوف ،وتوقع نزول العذاب بهم ،كما نزل بالذين من قبلهم .
قال ابن كثير:فإنه يكون أبلغ وأشد ؛فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد .
والمعنى على الثاني:
أو يأخذهم وهم في حالة تنقص في أنفسهم ،وأموالهم ،وأولادهم حتى يهلكوا ؛فيكون هلاكهم قد سبقه الفقر والقحط والمرض .
جاء في تيسير التفسير:
أو التخوف:التنقص ،بمعنى:إهلاكهم كلهم ،لكن قوما بعد قوم ،ومالا بعد مال ،حتى يأتي على الكل .
قال عمر رضي الله عنه على المنبر:ما المراد بالتخوف ؟،فقال شيخ من هذيل:التخوف:التنقص في لغتنا ،فقال:هل تعرفه الشعراء ؟ قال نعم:قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقته:
تخوف الرجل منها تامكا قًََِِردًا *** كما تخوف عود النبعة السَّفن
فقال عمر:عليكم بديوانكم ،لا تضلوا ،أي:في تفسير القرآن ؛قالوا وما ديواننا ؟ قال:شعر الجاهلية ؛فإن فيه تفسير كتابكم ،ومعاني كلامكم35 .
{فإن ربكم لرءوف رحيم} .
إذ أمهلهم فيزداد عذرهم قطعا ،وقد يؤمن بعضهم ،والآيات في جملتها تهديد للكافرين ،من التمادي في كفرهم ؛حتى لا يتعرضوا لعذاب الله تعالى ،وذكرت ألوانا من العذاب ،منها:الخسف ،وعذاب الفجاءة ؛كالزلازل والصواعق ، أو القحط والأمراض ،فتنقص ثرواتهم وأموالهم وأولادهم ،ثم يصيبهم الهلاك وهم في نقص وضعف ،وتخوف من الهلاك .