/م43
المفردات:
يتفيؤ ظلاله:أي: يرجع من موضع إلى موضع ،فهو في أول النهار على حال ،ثم يتقلص ،ثم يعود إلى حال أخرى في آخر النهار .
عن اليمين:أول النهار .
والشمائل:آخر النهار .
السجود:الانقياد والخضوع .
داخرون:منقادون صاغرون ،واحدهم: داخر ،وهو الذي يفعل ما تأمره به شاء أو أبى .
التفسير:
{أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون} .
والمعنى:أعمي هؤلاء المشركون ، الذين مكروا السيئات ،ولم ينظروا إلى ما خلق الله تعالى من الأجسام القائمة كالأشجار والجبال ، التي تتفيؤ ظلالها ،وترجع من موضع إلى موضع ، عن اليمين والشمائل ،فهي في أول النهار على حال ،ثم تتقلص ،ثم تعود إلى حال أخرى في آخر النهار ،مائلة من جانب إلى جانب ،ومن ناحية إلى أخرى ،صاغرة منقادة لربها ،خاضعة كل الخضوع لما سخرت له .
والاستفهام في قوله تعالى:{أولم يروا} . للإنكار والتوبيخ ،والرؤية بصرية .
أي: قد رأوا كل ذلك ،ولكنهم لم ينتفعوا بما رأوا ، ولم يتعظوا بما شاهدوا ،ثم أتبع سبحانه وتعالى هذه الآية بآية أخرى مؤكدة لها ،فهي كالدليل لما سلف فقال:{ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون} .