{فَرْثٍ}: ما يبقى من المأكول في الكرش بعد الهضم ويسمى الثفل .
{سَآئِغاً}: ما سهل مروره في الحلق .
نعمة الأنعام وأخذ العبرة منها:
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الاَنْعامِ لَعِبْرَةً} ،ودرساً للإبداع الإلهي في خلقه ،وفي نعمته ،في الإبل والبقر والغنم{نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} ،أي: في بطون ما ذكر منها .{مِن بَيْنِ فَرْثٍ}: وهو الثفل الذي ينزل إلى الكرش والأمعاء .{وَدَمٍ} في مجرى الشرايين والأوردة .{لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِين} ،وهذا هو مكان اللبن الخارج منها الذي يقع في مؤخر البطن بين الرجلين ،ولعل اعتبار اللبن بين الفرث والدم راجع إلى مجاورته لهما ،واجتماع الجميع داخل الحيوان .أما العبرة من ذلك ،فهو أن هذا اللبن السائغ اللذيذ الخالص لم يتلوث بالفرث وبالدم ،ولم يختلط بشيء منهما ،بالرغم من مجاورته لهما ،ما يوحي بالقدرة الإلهية التي تجمع كل هذه الأشياء المتنوعة دون أن يتأثر أحدها بالآخر ،مع قربها من بعضها البعض ،ودقّة الحاجز الفاصل بينهما .وربما كان في هذا إيحاءٌ بأن القادر على تخليص اللبن من بين فرث ودم ،لا يعجزه أن يبعث الإنسان ويحييه بعد أن صار عظاماً رميماً وذهبت في الأرض أجزاؤه ..