/م65
المفردات:
لعبرة: الاعتبار والعظة .
الفرث: كثيف ما يبقى من المأكول في الكرش والمعي .
ودم لبنا خالصا:أي:مصطفى من الدم والفرث ليس عليه لون دم ،ولا رائحة فرث .
سائغا للشاربين: سهل المرور في الحلق ،يقال: ساغ الشراب في الحلق ،أو ساغه صاحبه ،قال تعالى:{ولا يكاد يسيغه} .
التفسير:
{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين} .
من دلائل القدرة الإلهية:أن الحيوان يتغذى ببعض نبات الأرض ،فيتحول الطعام إلى قسمين: فضلات من الفرث تكون في كرش الحيوان ،وعصارة من الدم تغذى الجسم ،وتمده بالطاقة التي يحتاج إليها ، وهذا الدم أيضا يذهب جزء منه إلى الغدد التي في الضرع فتحولها إلى لبن فكأن الصانع الحكيم جعل هذه الغدد معملا ومصنعا ،لتحويل الدم إلى لبن ،هذا اللبن النقي السائغ المستساغ للشرب ،النافع للصغير والطفل الكبير ،هذا اللبن من أفضل الأطعمة ،التي يستفيد بها الجسم ،وهو دليل الفطرة التي فطر الله الناس عليها ،وهي الإسلام ،وفي الحديث الصحيح:أنه في ليلة الإسراء والمعراج ،قدم جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إناءين أحدهما من خمر ،والآخر من لبن ،فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم اللبن ؛فقال له جبريل:اخترت الفطرة .
وروى أبو داود وغيره: عن ابن عباس قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن ،فشرب ،ثم قال:( إذا أكل أحدكم طعاما فليقل:اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ،وإذا سقي لبنا فليقل:اللهم ، بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء يجزئ عن الطعام والشراب إلا اللبن ) .