/م65
المفردات:
السكر:الخمر .
الرزق الحسن: الخل والتمر والزبيب ونحو ذلك .
التفسير:
{ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} .
{ومن ثمرات النخيل} . وهو:التمر والدبس والرطب والعجوة ،ومن ثمرات{الأعناب} ، وهو العنب والزبيب ؛تتخذون من هذه الثمرات{سكرا} يسكر ،وكان ذلك قبل تحريم الخمر ،{ورزقا حسنا} .كالخل والمربة والزبيب ،ونحو ذلك .
قال ابن عباس:{السكر: ما حرم من ثمرتيهما ،والرزق الحسن: ما حل من ثمرتيهما .
فالآية تصف الواقع ،ولم تقل: سكرا حسنا ،بل قالت:{سكرا ورزقا حسنا} .وقد كانت هذه حلقة ،في سلسلة تحريم الخمر بالتدريج ،فقد كانت الخمر متمكنة من العرب ،فكان من الحكمة أن يندرج القرآن في تحريمها ،فذكر: أنهم يتخذون سكرا من ثمار النخيل والأعناب ،والسكر هو ما يسكرهم ؛لذلك لم يتحدث عنه القرآن بالتحسين ،بل قال:{سكرا ورزقا حسنا} .
ثم ذكر:أن في الخمر والميسر منافع ومضار ؛لكن المضار أكثر من المنافع ،قال تعالى:{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}( البقرة:219 ) .
ثم نهى عن الاقتراب من الصلاة في حالة السكر فقال سبحانه:{يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}( النساء:43 ) .
ثم حرم الله تعالى الخمر والميسر تحريما قاطعا فقال سبحانه:{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} ( المائدة:91 ، 90 ) .
{إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} . أي:إن في ذلك لآية باهرة ،ودليلا قاطعا على نعم المنعم سبحانه ،لقوم يستخدمون عقولهم بالنظر والتأمل ،فيصلون إلى توحيد الله وعبادته سبحانه وتعالى .