وبعد حديثه عن الأنعام وألبانها يتناول القرآن ذكر النعم النباتية ،فيقول: ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إِنّ في ذلك لآية لقوم يعقلون ) .
«السكر » لغةً ،له معاني مختلفة ،إِلاّ أنّه هنا بمعنى: المسكرات والمشروبات الكحولية ( وهو المعنى المشهور من تلك المعاني ) .
وممّا لا يقبل الشك أنّ القرآن لا يجيز في هذه الآية صنع المسكرات من التمر والعنب أبداً ،وإِنّما جاء ذكر المسكرات هنا لمقابلته ب ( رزقاً حسناً ) ،وكإِشارة صغيرة لتحريم الخمر ونبذه .وعلى هذا ..فلا حاجة للقول بأنّ هذه الآية نزلت قبل تحريم الخمر ،أو أنّها تشير إلى تحليله ،بل حقيقة التعبير القرآني يشير إلى التحريم ،ولعل الآية كانت تمثل الإِنذار الأوّل للتحريم .
وقد تبدو العبارة وكأنّها جملة اعتراضية بين قوسين داخل الآية القرآنية .
/خ67