{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ،فهو الذي خلقها ،وهو الذي يعلم خفاياها في حاضر الأشياء ومستقبلها ؛لأنه الذي يستوي عنده السرّ والعلانية ،وعلى الخلق أن يعيشوا وعي هذه الحقيقة في دائرة التصور والعمل ،ولا يستسلموا للشعور بالأمن حيال ما لا يعلمون عاقبته ولا يطّلعون على مصيره ،بل لا بد لهم والحال هذا من الاستسلام لله في كل شيء ،والالتزام بأوامره ونواهيه ،والحذر من الساعة التي لا يملكون علمها ،ولكن الله يملك علمها ،فقد تأتي بما يشبه المفاجأة ،بشكل سريع غير منتظر ،{وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} ؛لأن لها وقتاً لا يتقدم ولا يتأخر ،ولا يملك معرفته إلا الله ،{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ،فهو القادر على أن يأتي بالساعة ،من حيث لا ينتظرها الناس ،وهو القادركما توحي الآيةأن يؤاخذهم يوم القيامة ،على كل ما ارتكبوه من معاصٍ وانحرافات ،في حين لا يملك أحدٌ أن يغيّر ما يريد .