تزويد الإنسان بأدوات المعرفة
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} ؛لأنكم لا تملكون أيّة أداة من أدوات المعرفة التي تتيح لكم التحرك في اتجاه الحصول عليها ،وبهذا فإن الإنسان يولد خالياً من كل معرفةٍ ،إلا ما اختزنته الفطرة في عمق الذات من استعداد للتعلم ،يشكل القاعدة لكل معرفةٍ تأتيه من الخارج .{وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأبْصَارَ} ،حيث زوّدكم بأدوات المعرفة الحسية ،{وَالأَفْئِدَةَ} ،وهي أدوات المعرفة العقلية .وهذه هي النعم التي تفتح للإنسان باب المعرفة لكل ما حوله ومن حوله ،ولكل القضايا التي قد تكون بعيدةً عنه ،بحيث لا يمكن أن يدركها بشكلٍ مباشرٍ ،ولكنه يدركها بطريقةٍ فكريةٍ .ويريد الله للإنسان أن يتعمّق في وعيه لقيمة هذه النعم ،ويدرك أهميتها في حركة حياته ،ليعرف من خلال ذلك علاقتها بالله وبفضله عليه ،ليتحول ذلك إلى موقف اعتراف بالجميل ،{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ،ذلك ؛لأن وعي النعمة في طبيعتها وقيمتها ،يفرض الشكر القولي والعمليّ لله الذي أبدع هذه النعمة للناس تسهيلاً لحياتهم .