{والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} .
وهذه المنن التي يذكرها ربُّنا يَعْرِض فيها مثلاً من حياة البشر تعجِز عنه قُواهم ،ويعجز عنه تصوُّرُهم ،وهو يقع كل يوم .إن الله تعالى يُخرجكم أيها الناس من بطون أمهاتكم لا تدرِكون شيئاً مما يحيط بكم ،ثم أعطاكم السمعَ والبصرَ والأفئدة .وقد ثبت للباحثين اليومَ أن حاسّة السمع تبدأ مبكرة جدّاً في حياة الطفل ،في الأسابيع القليلة الأولى ،أما البصر فيبدأ في الشهر الثالث ،ولا يتم تركيز الإبصار إلا بعدَ الشهر السادس ،وأما الفؤاد: وهو الإدراك والتمييز- فلا يتم إلا بعد ذلك .وهكذا فالترتيبُ الذي جاء به القرآن هو ترتيبُ ممارسة الحواس .
وهذه الأجهزة: السمع والبصر والأفئدة ،في الإنسان من أعجب العجب في تركيبها وعملها وأداء وظيفتها ،ومن أكبرِ الأدلة على وجود الخالق القدير ،وهي وسائل للعلم والإدراك ،لتؤمنوا بالله ،وتشكروه على ما تفضل عليكم .