{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ،بما يمثله الإيمان من اتصال بالله ،وانفتاحٍ عليه ،في عالم الغيب والشهادة ،وثقةٍ به ،ووعيٍ لكل سننه في الحياة ،وفهمٍ لحكمته ،وانتظار لرحمته ،وبما يمثله التوكل عليه من أمل كبير في المستقبل الذي تحكمه إرادته ،في ما يدبر أمره ،مما لا يستطيع المخلوق تدبيره ،؛لأن الله قد كلف عبده بما يستطيع ،وتكفل بتدبير القسم الآخر ،وبهذا كان التوكل متصلاً بخط المستقبل في حركة الغيب ،بعد انطلاق حركة الإنسان الإرادية الواقعية من الحاضر ومقدمات المستقبل ،سواءٌ في مشاريع الحياة ،أو في مشاريع الإيمان ،أو في مشاريع العمل المتحرك في أجواء الإيمان ،فهو يتحرك بسلطان الله بشكل غير مباشر في نطاق حركته الذاتية كإنسان ،وهو يخضع لكل سلطانه بشكل مباشر في ما يملك الله أمره ،ولا يملكه هو .ولا سلطانفي وعيهلأي سلطان غير سلطان الله .