قوله تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين المتوكلين على الله ،وأن سلطانه إنما هو على أتباعه الذين يتولَّونه ،والذين هم به مشركون .
وبين هذا المعنى في غير هذا الموضع ،كقوله:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [ الحجر: 42] ،وقوله:{لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ ص: 83] ،وقوله:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} [ الإسراء: 65] ،وقوله:{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا في شَكٍّ} [ سبأ: 21] الآية ،وقوله:{وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لي} [ إبراهيم: 22] .
واختلف العلماء في معنى السلطان في هذه الآية .
فقال أكثر أهل العلم: هو الحجة ،أي: ليس للشيطان عليهم حجة فيما يدعوهم إليه من عبادة الأوثان .
وقال بعضهم: ليس له سلطان عليهم ؛أي: تسلط وقدرة على أن يوقعهم في ذنب لا توبة منه .وقد قدمنا هذا .