{أَكِنَّةً}: أغطية .
{وَقْرًا}: ثقلاً في الأذن .
{نُفُوراً}: بعداً .
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ} وهذا تأكيدٌ للحجاب ،فإن الأكنّة جمع كنٍّبالكسروهو ما يحفظ فيه الشيء ويستر به عن غيره ،فكأن هناك غشاءً يغطي القلب ويمنعه من الانفتاح على حقائق القرآن ومفاهيمه ،{وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} أي ثقلاً في السمع ،فيتلقونه كما يتلقى الشخص الثقيل السمع الكلمة التي تلقى إليه ،فلا يسمعها إلا كما يسمع الصدى الذي لا يُفهم منه شيء لعدم تميز الملامح التفصيلية للكلمة فيه .وهكذا نجد القرآن ثقيلاً على أسماعهم ،فلا ينفتحون عليه انفتاح وعي لمفاهيمه ،لأن السمع لا يحقّق أية نتيجة للمعرفة إلا إذا انفتح العقل عليه ،وهذا ما نراه في الكثيرين الذين يسمعون الحديث ،ولكن قلوبهم مشغولة بشيءٍ آخر ،فلا يلتفتون إلى معانيه ،تماماً كمن لم يسمع الحديث أصلاً .
الهروب من الحقيقة
{وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً} لأنهم لا يطيقون كلمة التوحيد التي تلاحق أفكارهم بالحقيقة الواضحة التي تفرض نفسها على الفكر والشعور ،فتكشف لهم زيف الواقع العقيدي والعبادي الذي يتحركون فيه ،فينفرون منها كما ينفر الإنسان من الأشياء التي تضغط على مزاجه ،أو تطارد أفكاره .وهذا هو حال كل شخص يخاف من الحقيقة التي لا يريد الاعتراف بها ،فيعمل على الهروب منها ،ليوحي لنفسه أو للآخرين بأنه لم يواجهها ،ليكون ذلك عذراً له في الإنكار والرفض .