{قَيِّماً}: مستقيماً .
{بَأْسًا}: عذاباً .
منطلق الإسلام مصالح الناس
{قَيِّماً} على الإنسان ،في ما يريد أن يرعى به مصالحه الفردية والاجتماعية في الدنيا والآخرة ،ويمنعه من اختيار الجانب السيّىء الذي يُرهق حياته ومصيره ،لأنه لا يملكفي المفهوم القرآنينفسه ،فلا حرية له للإضرار بها ،لأن الله الذي خلقه هو الذي يملك منه ما لا يملكه من نفسه .وهذا هو الذي يجعل للإسلامفي قرآنهالقيمومة المطلقة على حركة الإنسان في حياته ،ويضغط عليه في سبيل التطبيق الدقيق لآياته ،لأن الإسلام لم ينطلق من حالةٍ مزاجيّةٍ عبثيّةٍ ،بل انطلق من مصالح الإنسان في ما يأمر به ،ومن المفاسد التي تربك حياته في ما ينهى عنه ،ولذلك فلا مجال له لاختيار فكر آخر غير فكره ،أو شريعةٍ مغايرةٍ لشريعته ،فإن ذلك يمثل الانحراف الخطير عن موقع العبودية لله ،وعن أساس المصلحة العليا للإنسان وللحياة التي يعيشها في كل مجالاته .
المؤمنون والنعيم الخالد
{لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ} وهو عقابٌ شديدٌ من عند الله في يوم القيامة ،ينذر به الكافرين به وبرسله وبكتبه ،والمنحرفين عن دينه القويم في العقيدة والعمل ...{وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} فيقرنون الفكر بالطاعة لكي يصلح أمرهم وحياتهم من خلال الشريعة الحقة .{أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} حين يدخلهم الله جنته ،ليعيشوا النعيم الخالد والرضوان الإلهي فيها .وهذا هو الأجر الحسن الذي ينتظره المؤمنون العاملون ،في تطلعاتهم المستقبلية ،وفي أشواقهم الروحية .