{تَبِيدَ}: تفنى .
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} لأن أفكاره خيالية لا ترتكز على أساس من الواقع ،وخطواته العملية لا تنطلق في الطريق المستقيم ،ولا تلتقي بالإيمان بالله من قريبٍ أو من بعيدٍ .ومضى يسير في مشيته الزاهية بالكبَر والخيلاء ،وهو يعيش أحلام الخلود في ذاته وفي ملكه ،كما لو لم يكن هناك موت .{قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً} فهذه الخضرة التي تزهو بالحياة بكل جنباتها ،وهذه الينابيع المتدفقة في ساحاتها ،وهذه الأشجار الشامخة في أجوائها ...هي المظهر الحيّ على قوّة الحياة في داخلها ،ما يجعل فكرة فنائها فكرةً لا تملك أيّة واقعيةٍ وأيّ احتمال .