موقف المؤمن الرسالي من الركون إلى الدنيا
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} ثم كما لو كانت الحياة قد وجدت صدفةً ،وتحركت من اللاشيء ،وليس لها خالق ومدبِّر .كيف تتكلم بهذه الطريقة التي تجعلك تستغرق في ذاتك وفي مالك ،من دون أن تتحسس مسؤوليتك أمام الله ؟كيف وُجِدْت ؟ألم تكن تراباً ،ثم تحوّلت إلى نطفة ،ثم امتدت عملية النموّ حتى تحولت إلى مخلوق سويٍّ ،ثم صرت رجلاً ؟!فمن الذي خلقك ،هل خلقت نفسك أم خلقك أحدٌ ؟هل هناك غير الله الذي خلقنا وكلّفنا تحمّل مسؤولية الحياة ؟ولكنك استسلمت لنزواتك بعد أن رأيت الإيمان يحملك المسؤولية في حياتك ،ورأيت في المسؤولية عبئاً ثقيلاً على شهواتك وأطماعك ،فكفرت لا عن قناعة ،بل عن عقدة تتحرك من موقع نزوة .