{حَفِيّاً}: برّاً لطيفاً .
{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} لأن دعوتي إلى الخير منطلقةٌ من الله ،أما دعوتكم فهي إلى الشر القادم من الشيطان ،ولن يلتقي الباحثون عن الخير بالباحثين عن الشر في نقطة من الطريق ،لأن طريق كل منهما يختلف عن الآخر ،كما أن مجتمع كل منهما يختلف عن مجتمع الآخر .ولذلك فإني سأبتعد عنكم ،كما تريدون ،وكما يفرض عليّ الموقف والموقع ،{وَأَدْعُو رَبِّي} وأرجع إليه ،وأرجو رحمته ورضاه ،{عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيًّا} لأنه يشمل عباده برحمته ،فيستجيب لهم إذا دعوه ،ويلبيهم إذا نادوه ،ويقبل عليهم إذا ناجوه ،لأنه الرب الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه ،فلا يحجب رحمته عن السائرين إليه ،الراجين رضاه .