] أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ[ ولذلك فإنَّ له نصيباً مما كسبه من عمله الصالح في الدنيا ،فيجد أمامه الجزاء الكبير في دنياه وآخرته .واللّه سريع الحساب ،يعلم ما يستحقه عباده نتيجة أعمالهم ،فيعطي كلاًّ منهم الجزاء العادل في جانب الخير أو في جانب الشر .
الجانب التربوي في الدعاء:
وفي هذا الجوّ الذي تثيره الآيتان ،نستوحي الجانب التربوي في الدعاء ،حيث ينبغي أن يعيش الإنسان فيه كلّ قضاياه الملحة التي يعيشها في فكره ووجدانه وحياته ،بحيث يكون الدعاء صورة حية لكلّ منطلقاته في الحياة ،فيلتفت إلى شؤون الآخرة كما يلتفت إلى شؤون الدنيا ،ليطلع اللّه على قلبه فيجد فيه صدق التوجه إلى الإسلام في أمور حياته من خلال وعيه لكلّ الجوانب التي تحكم شؤون الحياة ؛فيطلبها منه كما يطلب الإنسان الأشياء الضرورية التي لا غنى له عنها .وفي ضوء ذلك ،يزداد إحساسه بالآخرة كما لو كانت حاجة مهمة من حاجاته الذاتية ،بحيث يتفجر الشعور بها في دعاء خاشع متضرع بين يدي اللّه .
وهذا ما نجده في الأدعية القرآنية ،وأدعية النبيّ محمَّد ( ع ) والأئمة من أهل بيته ( ع ) ،ولا سيما أدعية الإمام زين العابدين ( ع ) في الصحيفة السجادية وفي غيرها ...فإنها جامعة لمطالب الدنيا والآخرة في جوّ واحد ،كتدليل على وحدة الانطلاقة فيهما معاً .واللّه الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل .