{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} لأنه هو الخالق لهم المحيط بهم في ما يخفون من أمرهم مما يسرّونه ،أو في ما يظهرونه منه مما يعلنونه ،فهم مكشوفون أمامه بكل دقائق وجودهم ،ولكنهم لا يحيطون به علماً ،لأنهم محدودون في عمرهم وفي تجربتهم وفي آفاق إدراكهم ،فلا يعلمون إلا ما أراد لهم أن يعلموه ،ولا يحيطون إلا بما أراد لهم أن يحيطوا به من شؤون السماء والأرض .وذلك كله كناية عن الإحاطة الكاملة التي توحي إليهم بأن يخلصوا له القول فلا يقولون ما لا يعتقدون ،ويخلصوا له العمل فلا يضمرون غير ما يظهرون في دوافعه ومقاصده .