وها هي المفاجأة الثانية التي تعطيه الدليل على أن الرسالة تنتظره في مواقع التحديات ،وأن الله لن يتركه وحده ،بل سيؤيده ويدعمه بقوة عجيبة لا يثبت أمامها أي شيء .{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسَى} ولم يكن السؤال استفهاماً لمعرفة الحقيقة الكامنة في صعيد الواقع ،لأن المسألة ليست غامضة بالمستوى الذي تحتاج المعرفة فيها إلى سؤال ،بل هي على العكس من ذلك ،واضحة من دون شبهة ،لأنها تمثل الصورة الحسية البارزة للعيان ،مع ملاحظة طبيعية ،وهي أن السائل هو الله الذي يعلم كل شيء ،ولكن السؤال كان من أجل أن يكون جسراً يتحرك فيه الحديث الذي يؤدي إلى الحوار .