يَصُدَّنَّكَ}: الصدّ: الصرف .
{فَتَرْدَى}: الردى: الهلاك .
{فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا} ممن يعيش العمر في الدنيا باعتبارها نهاية المطاف ،أو الفرصة الأولى والأخيرة ،فيعمل على ممارسة الضغوط الفكرية والنفسية والعملية ،للوقوف في وجه الالتزام الفكري والعملي بالخط الإيماني الذي يطل على الدار الآخرة في عملية اقتناع وإيمان ،والحؤول دون الوصول به إلى نتيجة حاسمة في حركة الإنسان والحياة .إن مثل هذا النموذج من الناس لا يمثل قيمةً كبيرةً في ميزان التقييم الاجتماعي على مستوى الحق والواقع ،لأن عدم الإيمان ليس ناشئاً من حالةٍ فكريةٍ مضادةٍ ،بل هو ناشىٌء من حالة مزاجية معقّدة ،وقلقٍ ذهني ساذج ،ونزعة شهوانية منحرفة .فقد ركب رأسه{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} فكان مقياسه للرفض وللقبول في مواقفه ،ما يقوده إليه هوى النفس بعيداً عن العقل ،فلا تستسلم لأساليبه ،{فَتَرْدَى} لأنه يصل بك إلى الهلاك المحتوم في قضية المصير .