وأشارت الآية الأخيرة إِلى أصل اساس يضمن تنفيذ كل البرامج العقائدية والتربوية ،فتقول: ( فلا يصدنّك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه ) والاّ فسوف ثملك ( فتردى ) فاصمد في مقابل الكافرين ووساوسهم وعراقيلهم ،ولا تدع للخوف من كثرتهم و مؤامرتهم وخططهم الخبيثة إِلى قلبك سبيلا ،ولا تشك مطلقاً في أحقية دعوتك وأصالة دينك نتيجة هذه الضوضاء .
الملفت للنظر أنّ جملة «لا يؤمن » وردت هنا بصيغة المضارع ،وجملة «واتبع هواه » بصيغة الماضي ،وهي في الحقيقة إِشارات إِلى هذه النكتة ،وهي أن عدم إِيمان منكري القيامة ينبع من أتباع هوى النفس ،فهم يريدون أن يكونوا أحراراً ويفعلون ما تشتهي أنفسهم ،فأي شيء أحسن من أن ينكروا القيامة حتى لا تُخدش حرية ميولهم وأهوائهم !