ولقد أشار الله سبحانه لنبيه وكليمه موسى إلى أنه سيلقى عنتا من الذين لا يؤمنون بالبعث ، وقد نهاه سبحانه عن مطاوعتهم وهو لكل أتباعه ، فقال تعالى:
{ فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى 16} "الفاء"للإفصاح ، إذ تفصح عن شرط مقدر تقديره:إذا كانت آتية ، وإن كان زمانها خافيا ، فبين للناس وجوب الإيمان بها ، ولا يصدنك عنها من لا يؤمن بها فلا يؤمن بالبعث ، ويقول:إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ، والسبب في عدم إيمانهم بالبعث هو سيطرة أهوائهم عليهم ، ولذا قرن بعدم الإيمان باليوم الآخر إتباع الهوى .
وقوله تعالى:{ فترْدى} الخطاب لموسى عليه السلام ، والفاء للسببية ، أي الصد عنها سبب الوقوع في الرّدى ، والنهي في "لا يصدنك"، نهي عن قبول أسباب الصد ، وهو محاولة الكافرين ، منع الإيمان باليوم الآخر ، أي نهى عن تمكينهم من الإغراء به ، فكن صلبا في بث روح الإيمان باليوم الآخر حتى لا يطمع أحد من الكافرين في أن تصد عنه ، والنهي عن ذلك بالنسبة لنبي الله تعالى ليس لاحتمال أن يقع ، بل إن ذلك لمكان الإيمان بالبعث من الإيمان والله أعلم .