وقوله تعالى:{ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا} أي عن تصديق الساعة{ مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي ما تهواه نفسه من الشهوات وترك النظر والاستدلال .{ فَتَرْدَى} أي فتهلك .
قال الزمخشري:يعني أن من لا يؤمن بالآخرة هم الجم الغفير .إذ لا شيء أطم على الكفرة ،ولا هم أشد له نكيرا من البعث .فلا يهولنك وفور دهمائهم ،ولا عظم سوادهم .ولا تجعل الكثرة منزلة قدمك .واعلم أنهم ،وإن كثروا تلك الكثرة ،فقدوتهم فيما هم فيه هو الهوى واتباعه .لا البرهان وتدابره .وفي هذا حث عظيم على العمل بالدليل ،وزجر بليغ عن التقليد ،وإنذار بأن الهلاك والردى مع التقليد وأهله .