{تَلْقَفْ}: لقف الشيء وتلقفه: أخذه بسرعة .
{وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُواْ} فتتحول إلى حية عظيمة تأكل كل هذه الحبال والعصيّ التي تشبه الحيات الوهمية والتي لا حقيقة لها ،{إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ} بما تعنيه الحيلة من سرعة الحركة ،واللعب على العيون ،وتغيير الشكل بطريقة فنية ساحرة ،{وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} لأن ما يقوم به السحر ليس إلا مجموعة حيل وخدع يسحر بها عيون الناس وعقولهم وهو يعلم ذلك تماماً .وهذا يجعل مواقعه سريعة الاهتزاز والسقوط في ما يمثله الباطل من الاهتزاز على أكثر من صعيد .
وألقى موسى ما في يده فإذا هي حية تسعى تتحرك باتجاه ما صنعوا ،فأكلت كل الحبال والعصيّ ،فلم يبق منها شيء ..وحدقت عيون السحرة بها ،ثم بدأوا يمسحون عيونهم ..هل هناك غشاوة عليها ؟أو أن ما يرونه حقيقة ؟إن هذا ليس سحراً ،فهم يعرفون جيداً فنون السحر في ما يعلمونه منه أو يعلّمونه للناس .وبدأوا يستذكرون كلامه عن الله وعن الإيمان به ،وعما ينتظره المفترون عليه من العذاب ؛وبدأت عملية المقارنة بين ما سمعوه منه في البداية ،وما رأوه الآن ،فآمنوا بأن هذا الرجل رسول من الله وليس ساحراً مثلهم ،وتعاظم شعورهم بالإيمان ،وبالمستقبل وبالمصير ،وأعلنوا الموقف بشكل مفاجىء سريع .