ولهذا قال تعالى:( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ) .
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن موسى الشيباني حدثنا حماد بن خالد ، حدثنا ابن معاذ - أحسبه الصائغ - عن الحسن ، عن جندب بن عبد الله البجلي قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أخذتم - يعني الساحر - فاقتلوه "ثم قرأ:( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) قال:"لا يؤمن به حيث وجد .
وقد روى أصله الترمذي موقوفا ومرفوعا .
فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه ، ولهم خبرة بفنون السحر وطرقه ووجوهه ، علموا علم اليقين أن هذا الذي فعله موسى ليس من قبيل السحر والحيل ، وأنه حق لا مرية فيه ، ولا يقدر على هذا إلا الذي يقول للشيء كن فيكون ، فعند ذلك وقعوا سجدا لله وقالوا:( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) [ الشعراء:47 ، 48] .
ولهذا قال ابن عباس ، وعبيد بن عمير:كانوا أول النهار سحرة ، وفي آخر النهار شهداء بررة .
قال محمد بن كعب:كانوا ثمانين ألفا ، وقال القاسم بن أبي بزة:كانوا سبعين ألفا .
وقال السدي:بضعة وثلاثين ألفا .
وقال الثوري:عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي ثمامة:كان سحرة فرعون تسعة عشر ألفا .
وقال محمد بن إسحاق:كانوا خمسة عشر ألفا .
وقال كعب الأحبار كانوا اثني عشر ألفا .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن علي بن حمزة ، حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال:كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا المسيب بن واضح بمكة ، حدثنا ابن المبارك قال:قال الأوزاعي:لما خر السحرة سجدا رفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها .